فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة القدر مكية أو مدنية.
{في ليلة القدر} كاف.
{ما ليلة القدر} تام وقال أبو عمرو كابي حاتم كاف.
{من ألف شهر} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{من كل أمر} كاف.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة القدر مكيَّة أو مدنية.
{في ليلة القدر} كاف.
{ما ليلة القدر} تام.
{شهر} كاف ومثله {من كل أمر}.
والمعنى تنزل الملائكة بكل أمر يكون في تلك السنة وما قيل عن ابن عباس من أنَّ الوقف {سلام} ويبتدئ {هي} على أنَّها خبر مبتدأ محذوف والإشارة بذلك إلى أنَّها ليلة السابع والعشرين لأنَّ لفظة هي سابعة وعشرون من كلم هذه السورة وكأنَّه قال ليلة القدر الموافقة في العدد لفظة هي من كلم هذه السورة لا ينبغي أن يعتقد صحته لأنَّه الغاز وتغيير لنظم أفصح الكلام.
وارتفع {سلام} خبرًا مقدمًا و{هي} مبتدأ مؤخرًا و{سلام} مبتدأ و{هي} فاعل به عند الأخفش لأنَّه لا يشترط الاعتماد في عمل الوصف وبعضهم يجعل الكلام تمَّ على {بإذن ربهم} ويعلق {من كل أمر} بما بعده.
ومنهم من قال الوقف عند من أجاز تعداد الأخبار {سلام هي} أي من كل أمر هي سلام {حتى مطلع الفجر} أي تمتد إلى طلوع الفجر. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة القدر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قرأ: {مِنْ كُلِّ امرئ سَلامٌ1}- ابن عباس وعكرمة والكلبي.
قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة، على أنه حكى عن ابن عباس أنه قال: يعني الملائكة، قال: ولا أدري ما هذا المذهب؟ قال: وإنما هو: {تنزل الملائكة فيها كل أمر}، كقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ2}. و{مِنْ كُلِّ أمر}، فتم الكلام، فقال: {سلام}، أي: هي سلام إلى أن يطلع الفجر.
وقال قطرب: معناه هي سلام من كل أمر وامرئ، ويلزم على قول قطرب أن يقال: فكيف جاز أن يقدم معمول المصدر الذي هو {سلام} عليه وقد عرفنا امتناع جواز تقديم صلة الموصول أو شيء منها عليه؟
والجواب أن {سلاما} في الأصل- لعمري- مصدر، فأما هنا هو موضوع موضع اسم الفاعل الذي هو سالمة، أو المفعول الذي هو مسلمة، فكأنه قال: من كل امرئ سالمة هي، أو مسلمة هي، أي: سالمة، فهذا طريق هذا. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة القدر مدنية وقيل مكية.
وآيها خمس مدني وعراقي وست مكي وشامي.
خلافها:
آية: {ليلة القدر}.
الثالث مكي وشامي.
وأمال {أدراك} أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.
وقرأ {شهر تنزل} (الآية 3- 4) بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه ولا يجوز كسر التنوين في {شهر} بل يجمع بين سكونه وسكون التاء كما تقدم وفيه عسر.
واختلف في {مطلع} (الآية 5) فالكسائي وخلف عن نفسه بكسر اللام وافقهما الأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بفتحها وهو القياس والكسر سماع وهما مصدران أو المكسور اسم مكان وغلظ الأزرق لامها في أصح الوجهين. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة القدر:
{أنزلناه}، {خير}، جلي.
{شهر تنزل} قرأ البزي بتشديد التاء وصلا وتخفيفها ابتداء وغيره بتخفيفها في الحالين.
{مطلع} كسر اللام الكسائي وخلف في اختياره وفتحها الباقون وغلظها ورش. اهـ.

.فصل في حجة القراءات: في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة القدر:
قوله تعالى: {حتى مطلع الفجر}
أجمع القراء على فتح اللام الا الكسائي فإنه قرأها بالكسر فالحجة لمن فتح انه أراد بذلك المصدر ومعناه حتى طلوع الفجر والحجة لمن كسر انه أراد الاسم أو الموضع وقد شرح فيما تقدم بأبين من هذا وحتى ها هنا بمعنى الى. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

97- سورة القدر:
{سلام هي حتى مطلع الفجر 5}
قرأ الكسائي {حتى مطلع الفجر} بكسر اللام وقرأ الباقون {مطلع} بفتح اللام يعني طلوع الفجر وهو المصدر من طلعت الشمس مطلعا وطلوعا والمعنى سلام هي حتى طلوعه وإلى وقت طلوعه.
وكل ما كان على فعل يفعل مثل قتل يقتل وطلع يطلع فالمصدر والمكان على مفعل بفتح العين نحو المقتل والمدخل وقد جاء مثل المطلع والمنبت على غير الفعل.
وحجة الكسائي أن المطلع يكون الموضع الذي تطلع فيه ويكون بمعنى المصدر قال الكسائي من كسر اللام فإنه من طلع يطلع ومات يطلع قال وقد مات من لغات العرب كثير.
وأعلم أن كل ما كان من فعل يفعل بكسر العين فالموضع منه المفعل والمصدر منه مفعل تقول جلس يجلس مجلسا والموضع المجلس وكذلك يطلع يطل مطلعا والمطلع اسم الموضع قال الفراء من كسر اللام فإنه وضع الاسم موضع المصدر كما تقول أكرمتك كرامة وأعطيتك عطاء فيجتزأ بالاسم من الموضع. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة القدر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة القدر: الآيات 1- 5]

{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي ليلة القدر (1) وَما أَدْراكَ ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خَيْرٌ مِنْ ألف شهر (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أمر (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفجر (5)}

.الإعراب:

الضمير في {أنزلناه} يعود على القرآن الكريم وإن لم يتقدّم له ذكر أخذا من إسناد إنزاله إليه تعالى: {في ليلة} متعلق بـ: {أنزلناه}..
جملة: {إنّا أنزلناه...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {أنزلناه...} في محلّ رفع خبر إنّ.
2- 5 (الواو) اعتراضيّة {ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين..خبر الأول جملة {أدراك}، وخبر الثاني {ليلة}، {ليلة} الثاني مبتدأ مرفوع خبره {خير} {من ألف} متعلق بـ: {خير}، {تنزّل} مضارع مرفوع حذفت منه إحدى التاءين {فيها} متعلق بـ: {تنزّل}، {بإذن} متعلق بـ: {تنزّل}، {من كلّ} متعلق بـ: {تنزّل} و{من} للسببيّة {سلام} خبر مقدم مرفوع للمبتدأ المؤخّر {هي}، {حتّى مطلع} جارّ ومجرور متعلق بـ: {سلام}.
وجملة: {ما أدراك...} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {أدراك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: {ما ليلة...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل {أدراك}.
وجملة: {ليلة القدر خير...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تنزّل الملائكة...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: {سلام هي...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(1) {القدر}: اسم علم لليلة بعينها من العشر الأواخر من رمضان، والأصل هو مصدر بمعنى التقدير أو بمعنى الشرف أو بمعنى الحكم، وزنه فعل بفتح فسكون..وانظر الآية (91) من سورة الأنعام.
(5) {مطلع}: مصدر ميميّ من الثلاثيّ طلع، وزنه مفعل بفتح الميم والعين.

.الفوائد:

- فضل ليلة القدر:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وهي في كل رمضان إلى يوم القيامة، كما أجمع العلماء.
وقيل: إنها في العشر الأواخر، ولاسيما الوتر منها. وبعض العلماء قال بأنها تقع في ليلة ثابتة لا تتعداها وقال آخرون: هي متنقلة، فتقع في كل سنة موقعا يختلف عن السنة السابقة.
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «قلت يا رسول اللّه، إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو فاعف عني» أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وأمارتها أن تطلع الشمس، من صبيحة يومها، بيضاء لا شعاع لها، لأن الملائكة تسد الفضاء بأجنحتها في تلك الليلة، فلا تسمح لنور الشمس أن يسطع كعادته.
وهي ليلة، العبادة فيها ترجح عبادة ألف شهر.
قال ابن عباس: ذكر لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجل من بني إسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل اللّه ألف شهر، فعجب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لذلك، وتمنى ذلك لأمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا فأعطاه اللّه تبارك وتعالى ليلة القدر، فقال تعالى: {ليلة القدر خَيْرٌ مِنْ ألف شهر}.
قال البغوي: وبالجملة، أبهم اللّه تعالى هذه الليلة على الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه، ورضاه في الطاعات، ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(97) سورة القدر مكيّة وآياتها خمس.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة القدر: الآيات 1- 5]

{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي ليلة القدر (1) وَما أَدْراكَ ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خَيْرٌ مِنْ ألف شهر (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أمر (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفجر (5)}

.الإعراب:

{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي ليلة القدر وَما أَدْراكَ ما ليلة القدر} إن واسمها وجملة {أنزلناه} خبرها أي نجوما متفرقة بحسب الوقائع والحاجة الماسّة إليه في مدى ثلاث وعشرين سنة وفي إضمار القرآن وإن لم يتقدم له ذكر شهادة له بالتشريف وأسنده إليه تعالى وجعله مختصّا به دون غيره ورفع مدة الوقت الذي أنزل فيه فهذه ثلاثة أوجه لتعظيم القرآن، و{في ليلة القدر} متعلقان بـ: {أنزلناه}، وسيأتي الكلام عليها في باب الفوائد، والواو حرف عطف و{ما} اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وجملة {أدراك} خبر و{ما} اسم استفهام في محل رفع مبتدأ و{ليلة القدر} خبر {ما} والجملة المعلقة بالاستفهام سدّت مسدّ مفعول {أدراك} الثاني.
{ليلة القدر خَيْرٌ مِنْ ألف شهر} {ليلة القدر} مبتدأ و{خير} خبر و{من ألف شهر} متعلقان بـ: {خير} والجملة مستأنفة كأنها جواب لسؤال نشأ عن تفخيم ليلة القدر تقديره وما فضائلها.
{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أمر} استئناف ثان مسوق للإجابة عن السؤال نفسه و{تنزل} فعل مضارع مرفوع أصله تتنزل و{الملائكة} فاعل و{الروح} نسق على الملائكة، وإنما أفرد جبريل بالذكر تنويها بفضله على حدّ قوله تعالى: {فيها فاكهة ونخل ورمان} والنخل والرمان من الفاكهة و{فيها} متعلقان بـ: {تنزل} ولك أن تعلقه بمحذوف حال من الملائكة أي ملتبسين و{بإذن ربهم} متعلقان بـ: {تنزل} و{من كل أمر} أي من أجل كل أمر قضاه اللّه لتلك السنة متعلق بـ: {تنزل}.
{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفجر} {سلام} خبر مقدّم و{هي} مبتدأ مؤخر و{حتى} حرف غاية وجر و{مطلع الفجر} مجرور بـ: {حتى} والجار والمجرور متعلقان بـ: {سلام} وفيه إشكال وهو الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ والجواب أن الظروف والجار والمجرور يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها والأحسن كما قال الخطيب أن يتعلقا بمحذوف قدّره الخطيب يستمرون على التسليم من غروب الشمس حتى مطلع الفجر.